" لو بقي في نفسك المظلمة التي دب فيها الفساد ذرة من المروءة والكرامة وبعض الاحترام لكنت قد متّ من الخجل كوالدك . و لكنك تعيش لتكون هدفا لشفقتنا التي تتصاغر أمامها , ولتكون دائما تحت تهديد سيوفنا. لمَ لمْ ترسل رسولك الى قصرنا الذي هو مركز الكون؟؟ ولمَ لمْ تأت إلينا و ترتمي عند قدمينا و تعلن ولاءك لنا كبقية الدول؟؟ اعلم ان سلوكك المغرور سيدفعنا الى الزحف نحو الشرق بإذن الله . لقد قررت أن أغزو بعدتي وعددي تبريز و أذربيجان و أن أنصب سرداقي في فارس و طوران و سمرقند و خراسان. و إذا أنا أجلت تنفيذ ما أراه فلأني شغلت بغزواتي المنصورة ضد المجر. ضد بلغراد و رودوس أعظم القلاع في الأرض المعمورة . و ها قد أصبحت الآن الأماكن التي كانت أصنام الغرب تنتصب فيها جوامع للمؤمنين. راجع نفسك جيّدا فقد حولنا أنظارنا إليك . و نحن نعلن لك هذا التحذير على عادة الأبطال في إعلانهم الحرب على أعدائهم. و قبل أن تزحف جحافل جيشي الشامخة كالجبال لتنتشر في بلادك و تخرب مملكتك و تبيد أهلك. طأطئ برأسك وضع التاج و إلتحف مثل أجدادك بملابس الدراويش وانسحب إلى عزلتك . وإذا أتيت إلى بابنا و استجديت منا لقمة خبز في سبيل الله منحناك إياها. أما إذا تماديت في كبرياء فرعون و جنون النمرود و سلكت دوما طريق الضلال فستشعر عن قريب و أنت تسمع دوي قرقعة السيوف و قصف المدافع بأن ساعتك آتية لا محالة. و اعلم أنك إن غصت في الأرض مثل نملة أو طرت في الجو مثل عصفور لن تفلت مني و بعون الله سأعرف كيف أهاجمك و أطهر الدنيا من دنس وجودك . أصغ إلى فرماننا هذا جيدا . و اتخذ عبرة من الماضي ".